بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 28 فبراير 2012

حُــلْــوةُ الــبَــوْحِ/ مقال + شعر

الـحـمـد لـلـه الـقـائـل : الـمالُ والـبـنـونَ زيـنـةُ الـحـيـاةِ الـدنـيـا . والـصـلاةُ والـسـلامُ عـلـى رسـولِ الـلـه وعـلى آلـهِ وصـحـابـتـهِ
ومـن والاهْ .
صـاحـبَ الـسّـمـوِّ الـمـلـكـيِّ الأمـيـرَ عـبـد الـعـزيـزِ بـن سـلـمـانِ بـن عـبـد الـعـزيـز إخـوانـي الـكـرام ، السلام عليكم ورحمة الله
أوصَـى إعـرابيٌّ بـنـيـه فـقـال : اطْـلـبـوا هـذا الـمـال أجْـمل الـطّـلـبْ،  واصْـرِفـوهُ فـي أحـسـنِ مَـذْهَـبْ ، واجْـعـلـوهُ جُـنَّـةً لأعْـراضِـكـمْ تَـحْـسُـنُ في الـنّـاسِ قـالَـتَـكُـمْ ، فـإنّ جَـمْـعَـهُ كـمـالُ الأدبْ وبـذلَهُ كـمـالُ الـمُـروءة ، حـتّـى أنّـهُ لِـيُـسَـوِّدَ غـيْـر الـسّـيِّـد ويُـقَـوِّيَ غـيـرَ الأيِّدْ ، ويـكـونُ فـي أنْـفَـسِ الـنّـاس نـبـيـهـآ ، وفـي أعْـيُـنِـهِـمْ مَـهـيـبـا ، صـدق والـلـه . الـمـالُ قُـوةٌ ، وحُـسْـنُ تـدويـرهِ وتـثْـمـيـرِهِ مُــروّة  .  والاقْـــتِــصــادُ عَــــصَــــبُ الـــحَـــيـــاةِ الــيَــوْم ، ولا أَعْـــــدو

الــحَــقِــيــقَــةَ إن قُــلْــتُ :
والاقْـتِـصـادُ عِـمـادَ كُـلِّ حَـضـارةٍ
                     وبِـنـاؤهـا ونـمـاؤهـا ورخـاؤهـا
ولهذا دَأَبَتْ مجـلـةُ عـالَـمَ الاقْـتِـصـادِ عـلـى تَـوْجِـيـهِ الـمُـتَـعـامِـلـيـنَ إلـى الإلـمـامِ بـثَـقـافـةِ الـسّـوقِ وكـيـفـيّـة الـتّـعـامُـلِ مـع أسْـواقِ الـمـالِ والأعْمال، فـيـمـا يـخْـدمُ الـوطـنَ والـمُـواطِـن ، فـي لُـغـةٍ سـهـلـةٍ ، وأسـلـوبٍ بـديـعٍ ، وإصـدارٍ راقٍ ..
ويحقُّ لي أن أقولَ للصّديق د. عبدالعزيز الدّاغستاني
هيَ شِرْعَةٌ في الاقْـتصادِ زرعْـتَها
           ورعَــيْـتَـها فــدَنَا إلـيـكَ حَـصادُها
عِـشرونَ عاماً لاتَـنِي عن دَعْمِها
           عَــزْماً وتَصْميماً فَـحـانَ قِـطـافُـهـا
ولكمْ سَهِـرْتَ عـلى المطابِعِ مثْلما
               بِـكْـرِيّـةٌ سهِــرَتْ وحـان مَخاضُها
هَـذي المجلّةُ معلمٌ متخـصِّــصٌ
              ومَـنـارُ حـقْــلٍ بارِزٍ وعَـطـاؤهـا

وبـحُـكـمِ عـلاقـتـي بالدكتور عبد العزيز ، كـنـتُ أرَى مَـسْـراهُ فـي مُـعْـتَـرَكِ إصْـدارِهـا ، يَـلْـبِـسُ أرديَـةَ الّـلـيـلِ مـرَّةً ، ويـخـوضُ لُـجَـجِ الـسّـرابِ أخْـرَى ، لـمْ يَـفُـتَّ مـنْ عـزْمِـهِ الإعْناتْ ، بـل جـعـل مـن مـشـاقِّ الـطّـريـقِ تـصْـمـيـمـاً ، ومن صِـعـابِ الـدّرْبِ إصْـرارا، فـوالـتْ مَـجـلّـتُـهُ الصُّدور، تُـنْـشِـدُ فـي الـمـحـافِـلْ ، وفـي طـريـقِ الـقـوافِـلْ ، لِتُـرسِّـخَ سِـيـاسـةً اقْـتِـصـاديّـةً مَـتـيـنـةً ، ونَـهْـجـاً مـالـيّـاً سـلـيـمـا ،، وتـعْـتَـمِـدُ عـلـى اسْـتراتـيـجـيّـةٍ لـتـثْـمِـيـرِ الـمـالِ وتـدْويـرِهِ بِـعـارِفَـةٍ وارِفَةٍ ، تقطُرُ مـاءً وتَـرِفُّ نَـمـاءَ ،
واسْـمـَحُـوا لـي سـادَتـي أن أُشِـيـدَ بِـحُـلْـوةِ الـرُّوحِ وسَلْوةِ البَوْحِ

"مـجـلّـةَ عـالَـمِ الاقْتِـصـادِ" فـأقـولُ في حَـضْـرتـهـا مُنْشِدا :
لا تـسلْـني كـيْفَ تـأْثِـيرُ الـعِبارهْ
                واخْتـِيارُ الـنّـصِّ حِذْقاً ومَـهارَهْ
والـمَـعـاني كـيْفَ راعَـتْ نسْجَها
                واصْطِيادُ الدُّرِّ مـن قـلْبِ المَحارَهْ
تَــرْسُــمُ الحرْفَ بِـحِـسٍّ شاعِرٍ
               وتُـنـاغِـيهِ  وتُذْكي فيـهِ نـارَهْ
وتــبُــثُّ الّـلـوْنَ مِـنْ فُرْشاتِها
               وتُراعـي الجـارَ لا يَظْـلِمُ جارَهْ
تَـغْمِسُ الفُرْشـاةَ في رأْدِ الـضُّحَى
               وشَـذَا الوَرْدِ وأفْراحِ البِشــارَهْ
يـهْـمِـسُ المَعْـنَى بأُذْنٍ راقَهـا
               روْعَـةُ الأسْلوبِ في أحْلَى عِبارَهْ
ثُـمّ بَـثّـتْ فـيهِ مـن أطْـيافِها
              حُـلُـماً سابَقَ عَـبْساً وفِــزارَهْ
قَـطَـفَـتْ مـن كلِّ نجْمٍ روْنـقاً
              وسَـقَـتْـهُ بِرفِيفٍ وإنــــارَهْ 
واسْـتَزادَتْ مِنْ ثَـقافاتِ الـدُّنـا
              وكَـسَـتْها بـتَعابِيرِ الحَـضَـارَهْ
ثُـمَّ قـالـتْ دونـَكُمْ يا سادَتـي
              روْعَةُ الـفِكْـرِ وقَبْسٌ مِنْ إثـارَهْ
عـالَـمٌ مـن اقْـتصادٍ أصْبـحتْ
              كـوْكباً زاهٍ وما أحْلَـى مَـسارَهْ
تَـزْدَهي حُسْـناً بـإصداراتِـها
              وتَرُدُّ الرّكْبَ إنْ ضَلَّ مَـــدارَهْ
وتَــغَــنّـتْ بـاقْتِصادٍ راشِدٍ
             وأبـانَتْ كُلَّ ما يغْنِـي حِـوارَهْ
وعـلى التّسْويقِ أبْـدتْ طَرْحَها
            ألْبَسَتْهُ حُلّةً تُبْــدي وقـــارَهْ
ولـهـا أنْ تَــزْدَهِي شامِخةً
            مثلما ازْدانتْ بِحَفْلِ العِرْسِ سارَه
فـي احْـتِـفالٍ زانَهُ ، عَطّرَهُ
            إبْنُ سـلْمانٍ بأخْلاقِ الأمــارَهْ

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 

 ----------------------
الــهــامــشْ :
أُلقيت في الحفل الذي أقيم بمناسبة مرور عشرين عامآ على صدورمجلة
عالم الإقتصاد التي يُصدرها الزميل الدكتور عبدالعزيز إسماعيل داغستاني
مساء الثلاثاء 6 / 3 / 1433 ،  28 / 2 /2012 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق