قِــصــيــدةٍ تـزْدانْ بـالـسّــحْــر الــحَــلالْ .
زَعَـجْـتَـهـا بـالـصّـوت فـي حَـــزّةْ أصِـيـلْ
واحْـكـمْـت مَــبْــنــاهــا بــأبْــيــاتٍ جِــزالْ .
وانْ زان لـي طَــرْقٍ تِــنــاولْـت الـسِّـبـيـلْ
ونَــفَــثْــت دُخّــانٍ تِـــفـــاوعْ كــالــظِّــلالْ .
وقَــطـفْـت ورْدٍ قـانْ مِــنْ خَــدٍّ أسِــيــلْ
ورشـفْـت مِـنْ شَـهْـد الّـلـمَـى عـذبٍ زِلالْ .
أنـا أسـيـر الـحـبّ والـطَــرْفٍ الـكَــحِـيـلْ
وانــا الــفِــداوي عِــنْــد ربّــات الـحِـجـالْ .
أنـا فِــدَا الّـلـي قَــدَّهـــا قَــدٍّ نِــحِــيــلْ
غُــصْــنٍ تــحَـلَّــى بِـالــتِّــثَــنِّــي والـدّلالْ .
يـاشُـوقْ مـا ظَـنِّـي لِـحُـسْـنِـكْ مِـنْ مَـثِـيــلْ
يِـحِــقّ لِــكْ تَــزْهــيــنْ يـا نـبـع الـجـمـالْ .
مـالِـكْ بِـدُنْـيـا الـحُـسْـن نِــدٍّ أو قَــبــيــلْ
هـــذا الـــحَــلا مــالَــهْ شِــبــيــه وْلا مِــثــالْ .
الـطّـرْف كِـنّ مْـن الـحَـيـا سَـقْـمٍ عَـلـيـلْ
والـرّمْـش ضـافـي يـحْـرس عْـيـون الـغَـزالْ .
والأنْـف أقْـنَـى تُـقْـل هُـو ســلّــةْ سَـلـيـلْ
والـصّــدْر زاهـي فـي شُــمــوخٍ واعْــتِــدالْ .
ورْضـابـهـا شَـهْـدٍ مِــزاجُــهْ زنْـجِـبـيـلْ
مِـنْ مَـبْـسـمٍ عَــذْبٍ تُــقُــلْ بَــسْــمــةْ هِــلالْ .
ولَّـى زِمـانٍ كُـنْـت بُـهْ أصْـهـلْ صِـهِـيـلْ
واسْـري عـلـى درْب الـمـحـبَّـه والـوصـالْ .
واصْـبـحْـت عَـــوْدٍ مـثـل عُـرْجـون الـنّـخـيـلْ
واخْــصَـرْ عِـصِـيـرٍ كُـلّـمـا حــلّ الــزُّوالْ .
وقْـت الـشِّـبـابْ الّـلـي مـضَـى مـا لُـهْ بَـديـلْ
يــــوم آتِــــقَــــلَّــــبْ عـنـد عَـذْبات الخِصالْ .
الـحـمـد لـلّـهْ فـاتْ بـالـذِّكْـر الـجِـمـيـلْ
والـشُّـكْـر لـلّـهْ مـا حـصـلْ مِـنِّـي خَـمـالْ.
دُنْـيـاكْ يـا مُـسْـلـمْ مِـثِـلْ ظِـلٍّ هـزيـلْ
أكْـسَـبْ بـهـا الـطُّـولاتْ قَـبْـل الإرْتِـحـالْ .
تَـسْـري بـنـا وتْـحُـطّـنـا ثُـمٍّ تِـشِـيــلْ
ولا كـسـبْـنـا مِـنْ نــعــايِــمْــهــا عِــقــالْ .
أقْـنَـعْ بِـذكْـر الّـلـهْ صـبـاحـكْ والأصـيـلْ
واطـلـبْ مِـن الّـلـهْ يِـغْـفِـر ذْنُـوبٍ ثِـقـالْ .
وادْمَـحْ عـن الـزّلّـهْ إلـى جَـتْ زمـيـلْ
ولا تِـخـاوي غـيـر ذرْبِـيـن الـفِـعـالْ .
واحْـذرْ جـلـيـس الـسُّـوءْ وطْـبـاع الـبَـخـيـلْ
واجْـلِـسْ مـع اهْـل الــطّـيـبْ سَـمْـحـيـن الـقِـبـالْ .
خـلّـكْ عـلـى الـدُّنْـيـا مِـثِـلْ عـابِـرْ سـبـيـلْ
الـزّادْ تـقْـوَى الّـلـهْ ومَـعْـرِفْـة الـرِّجـالْ .
ولا تُـغُـرّكْ إنْ سـقَـتْـك الـسّـلْـسـبـيـلْ
يـا سُـرْع مـا تِـقْـلِـبْ ولا فـيـها عَـدالْ .
جـرّبْـتَـهـا وعَـرَفْـتـهـا عَـدْلٍ ومـيـلْ
وتْـقَـلّـبَـتْ بـي بـاقْـتِـبـالٍ واعْـتِـلالْ .
مـا غـيّـرتْـنـي يـومـهـا ظِـلٍّ ظـلـيـلْ
ومـا بـدّلـتْـنـي يـومـهـا تـرْمـي وبـالْ .
أقـولْ واخـوكـمْ عـلـى وِشْـك الـرّحـيـلْ :
يـا لـيـتـني راعـي عـلـى روس الـجِـبـالْ .
يـا عِـزْوتـي يـا اهْـل الـجِـمـالَـهْ والـجِـمـيـلْ
دعْـواتُـكُـمْ إلـى حَـثَـوْ فـوقـي الـرِّمـالْ .
قـولـوا إذا ما عـسْعَـس الّـلـيـل الـطِّـويـلْ
الّـلـهْ يـرْحَـمْ حـالـتَـكْ يا ابْـن الـكـمـالْ .
أبدعت قيفاني : أي أبدعتُ في إحكام قصيدتي .
زعجتها بالصوت : أي رفعت صوتي بإنشادها .
حزّة أصيل : أي وقت الأصيل .
وان زان لي طرقٍ تناولت السبيل : أي إذا راق لي لحنها أي بحرها مددتُ يدي إلى الغُليون .
تفاوع كالظلال : أي أن الدخان يتماوج .
الفداوي : الذي يأتي لقومٍ غير قومه ليخدم لديهم لغرض ما .
واخْصَرْ عِصير : أي يصيبني البرد وقت العشيّة . الخصر لغة هو البرد
والشاعر المعروف عمر بن أبي ربيعة قال : وأما بالعشيِّ فيخْصرُ أي يبرد وقت العشية .
ما حصل مني خمال : أي لم يحصل مني هنات ، والخملة هي الهزلة أوالأمور الدنيّة .
الطولات : أي المحامد والأفعال الطيبة المحمودة .
أدمح عن الزّلّة : أي تجاوز عن الأخطاء والزلاّت .
ذربين الفعال : أي الذين يحمدون على أفعالهم الحميدة .
سمحين القبال : أي الذين يقابلونك بسماحة ووجهٍ طلق .
نُشرت بمجلة اليمامة العدد 2198 وتاريخ 17/4 /1433 ،، الموافق 10 مارس 2012 م
http://www.yamamahmag.com/article.aspx?articleID=789
http://www.yamamahmag.com/article.aspx?articleID=789
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق