بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 1 أغسطس 2009

لا تلوموه

لا تلوموه إن غَشَتْهُ الكآبةْ
 وقـرأتـم في مَقلـتيه عَذابهْ
ولمستم أحزانه وأساه
 وسمعتـم من أصغـريْه عتابهْ
عاش يرنو إلى صباحٍ جميلٍ
  نورُه يهزم الأسى والكـآبةْ
والأماني تحدوه أنّ شْروقاً
سوف يَشفي أو صابه ومُصابهْ
ويرى الفَجرَ مُشرقاً وسنيّاً
ويـرى الفـأْل مُشْرعاً أبوابهْ
غير أنّ الحياةَ أدْمَتْهُ حتّى
أوشك اليأسُ أن يَغُول رحابهْ
فأتنه عناية الله لمّا
لمـس الفَـجرُ روحه وإهابهْ
ورأى فيه أن ثمّةَ نوراً
 وبصيصَ الآمال يُثْري جَنابهْ
والشباب الطموح للعزّ يهفو 
 ولأمجـاده يحُـثّ ركابـهْ
يا بلادي وأنت مصدر عزّ
لقي المَجْدُ في رُباكِ شـبابـهْ
فتنامى الإبداع في كل حقل
 ليـوشِّي بالمُعطَيات شِمابـهْ
وتبنّى الفَخَارُ أرضَكَ وَكْناً
وارتضى الدِّينُ في حماكِ انتسابهْ
والمشاريع في مغانيكِ تَبْني
مُعجزاتٍ، واستحضَرَتْ أسبابهْ
وقياداتُنا تحثُّ خُطانا
               للمـعـالي في عـزّةٍ ومَهابـةْ
تبذل الغاليَ النّفيسَ ، وتسعى
وخُطاها- من عزْمـها- وثّابةْ
وفق الله سعيها وحباها
خيـرَ مـا تبتغي وخيرَ  إجابةْ


١٠ / ٨ / ١٤٣٠ 


الخميس، 16 يوليو 2009

بــاحــة الــعُــلا


يـهِـبُّ الـنّـسـيـمُ الـعـذْبُ مـن بـاحـةِ الـعُـلا

                فـيُـنـعِـشُ نَـفْـسـآ زادَ فـيـهـا عـنـاؤها

فـإن شـئْـتـمُ أن تـلْـتَـقـوا الصّـيـفَ رائِـعـآ

                فَـرغْـدانُ تـدْعـوكُـمْ وهـذا نِـداؤهـا 

تـــنــاديــكـمُ مُـــرُّوا بــهــا وتــأمَّـــلـــوا

              فـقـد أثْـمـرتْ حُـبّـآ وهـذا رجـاؤهـا

تُـصـافِـحُـكـمْ فـيـهـا الـغـُيـومُ وتَـحْـتَـفـي

            وتَـحْـنـو عـلـيْـكُـمْ بِـالـوِدادِ سـمـاؤهـا

تَـروا زهَـر الّـلوزِ الـجَـمـيـلِ يـحُــفّـكــمْ

            عـلـى ( جَـلَّـةٍ ) يـنْـسـابُ بِـالـخَـيْـرِ مـاؤهـا

ورَشّـــةَ هـــتـّـانٍ تَــفــيــضُ بِـــرِقّـــةٍ

            ونَـسْـمـاتُ آصـالٍ بَـديـعٌ  لِـقـاؤهـا

وإكـرامُ أخْـيـارٍ وتـرْحِـيـبُ مَـعْــشــرٍ

            سِـمـاتـهـمُ لِـلـضَّـيْـفِ بـاءٌ وراؤهـا
نَعِـمْـنـا زمـانـآ بـالـظّـفـيـرِ ولـيـتَـهـا 
    
           تـَـعــودُ لــنــا أيـّـامُــهـا وصَـفــاؤهـا


وكـم لـيَ فـي وادي الـعَـقِـيقِ مَجالسٌ

          تـسـامـتْ وغَـنَّـى بِـالـجَـمـيـلِ عـطـاؤهـا

بـلادٌ بـهـا عِـشْـتُ الـطّـفـولـةَ هـانِئآ 
          يُـظـلِّـلُـنـي ــ مـهْـمـا بَـعُـدْتُ ــ وفـاؤهـا


يُعـانـقُـني ــ أين ارْتحلْتُ ــ حَـنينُها

       ويـأسِـرُني ــ مـهْـمـا نـأيْـتُ ــ نَــقــاؤهــا



------------------------------------------------------------------------------------
جـلّـة  :  الـجـلّـة بلهجة غامد وزهران تعني الغَـيْـل أي الماء

           الـصافي الـجـاري على وجه الأرض . ويـبـدو أن

          هذه التسمية " جـلّـة " أتـت مـن أن الـماء الـجاري

          يجلو الحصا المنتثر بالمساييل فيجلوها للناظرين

               والله أعلم

باء وراؤها :  بِرٌّ ، والقصد أن من صفاتهم الحميدة رعاية

                           الضّـيـف والـعـنـاية بالأضيـاف وهي عـادة

                          جـنوبـيـة مُـحـبَّـبـة .


http://www.al-madina.com/node/311250?arbeaa

الأربعاء، 6 مايو 2009

الـرّسـالـةُ الأخـيـرة



قِــفـي أحــدّثـْـكِ لا لــومٌ ولا صَـخَـبُ
        ولا عتاب ولا عَــذْلٌ ولا غَــضَــبُ
مـالي إلـيـكِ حـقـوقٌ أســتـعـيـنُ بـهـا
        ولا تُجـمِّـعُــنـا الـقُــرْبَى ولا الـنّسَـبُ 
قـفي أحـدّثْـكِ وانْسـيْ ماضِـياً غَــرِداً
        لا تــذْكــريـه فــمـا فــي ذِكْـــره أرَبُ
دَعِـي جِـراحِـيَ أطْـويـها عـلى دَخَــنٍ
        مـا عــاد يـُسـعِــفُـهــا طِــبٌّ ولا رَأبُ
دَعِـي جِـراحِي فـقـد أدْمـنْـتُ نَـكْـأتـهـا 
      الجُـرْحُ يـنْـزفُ والأفْـكـارُ تضْـطَـرِبُ
لاتـعْـجَـبي فانْـكِـسـاري لاحـدودَ لـه
        بَـلَى سَــيـُعْـجِــبُـكِ الإجْـهـادُ والتّعَـبُ
حُـزْني عَـميـقٌ ولا تَـدْرينَ غُـبّـتَـه 
        أطْـوي الطّعونَ وإن سالتْ بها ثُعَـبُ
يازهْـرةً كُـنْـتُ أرْعـاها وأرقُـبُـهـا 
        ونَـجْـمةً يرتَجـيـها الـتـّائـه الـذّهِــبُ 
طَـعـنْـتِـنـي طَـعْـنـةً غـارَتْ وقـد نَـفَـذَتْ
        إلـى الـصّـمـيـمِ فـأيْـنَ الـعـطْـفُ والـحَـدَبُ؟                                   
أيْـنَ الـحَـنـانُ وعَـطْـفٌ كُـنْـتُ أعْــهَــدُهُ ؟
        وأيْــنَ لُـطْـفَـكِ أيْــنَ الـشّـوْقُ والــرِّغَــبُ ؟
حَـفـيّةً كُـنْـتِ تَـشْـتـاقـيـنَ لـي أبـداً
        فــمـا جَــرَى؟ جَـفّـتِ الأحْــبـارُ والـكُــتُـبُ
عـفْـواً نَـسِـيـتُ .. فـلا لـوْمٌ ولاعَــتَـبٌ
        الـرّيـحُ تَـعْــصِـفُ والأحْــبـابُ قـد ذهَــبـوا

نُـشـرت بملحق الأربعاء لجريدة المدينة في 11/ 5 / 1430

الاثنين، 10 نوفمبر 2008

طوبى لمن حظّهُ الغالية


لماذا تجافيْتِ يا حُلوتي
وخلّيتني نهبَ أحزانيه
أسائلُ عنكِ النّسيمَ العليلَ
إذا مرّ وَهْناً على الفاغيه(1)
واستخْبِر الفُلّ والياسمين
وزهرَ البنفسج والغاليه(2)
وأستنبئُ المسْك والزّعفران
وأُصْغِي لوشوشة الساقيه
وألـثُـمُ  في مقلتيْكِ الحنان
ومِنْ شفتيْكِ جَنَى الدّاليه(3)
أُحَدِّثُ عنكِ الصباحَ الجميلَ
إذا ما تنفّسَ في الرابيه
بأنّكِ لي بلسمٌ نافعٌ
وأنكِ زادي وأزْواديه
وأنكِ حانيةٌ برّةٌ
وأنكِ اشراقةَ العافيه
وإنْ مضني ألمٌ مُبْرِحٌ
ففي يدكِ اللّمسةُ الشافيه
وإنْ مسّني عارِضٌ مُؤلِمٌ
هرعتُ لأحضانِك الدافيه
فأسكنُ ثمّةَ في نعمةٍ
وأزهو على كلِّ أقرانيه
وإن أغطشَ الليلُ أشْعلْته
وبدّدت ظُلْمَتَه الدّاجيه
فتُسْعدُني بسمةٌ حُلوةٌ
وتُشْعِلُني اللّفْتةُ الحانيه
يداعبُ  حِـسِّـيَ  طِيبَ اللِّقا
وتأسِرُني النّظرةُ الساجيه
فيهتزُّ فيّ شعورٌ جميلٌ
ويغمرُ بالدِّفء إحساسيَه
فأشعرُ أني قريبٌ إليكِ
وأنّ قطوفَكِ لي دانيه
وأنّي ملكتُ الفضاءَ الرّحيب
وحلّقْتُ في القمم العاليه
فطوبَى لمن حازَ منكِ الرضا
وطوبَى لمن حظُّهُ الغاليه


****
(1) الفاغية: ضَرْبٌ من الرياحين، وقيل هي زهرُ الحِنّاء، وهي من أطْيب الرّياحين. ومعنى إذا مرّ وهْناً: أي إذا مرّ ليلا
(2) الغالية: ضَرْبٌ من الطيب. وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كنتُ أُغَلف لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغالية. (النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير. مج2 ص318

(3) الدالية : شجرة العِنب وجمعها الدوالي
http://search.al-jazirah.com.sa/culture/2008/10112008/shar39.htm